بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا منا يسال نفسه ويتسائل عن حكم اعتزازه بنسبه والتفاخر به وهل يعد ذلك نوع من العصبيه التى نهى عنها الاسلام وقال رسولنا فيها "من مات على عصبيه مات على جاهلية " ام هو مستحب ومندوب ذلك الاعتزاز والتفاخر واليكم الاجابه عن ذلك ونسائلكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعتزاز بالنسب والأصل وعراقته ورفعته يجب ألا ينسينا عدة حقائق:
* كلنا أخوة قال تعالى{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات
* التكبر والتعالي على الناس مذموم قال تعالى {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان
*التواضع من صفات المؤمنين قال رسول ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَازَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ )رواه مسلم
* عدم إدعاء النسب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)
* الله وحده هو الذي يفضل من خلقه من يشاءعلى من يشاء
الله فضل بني آدم على كثير من خلقه قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء
والله وحده فضل الأنبياء على غيرهم من البشر قال تعالى {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران
والله وحده فضل بعض الأنبياء على بعض قال تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة وقال تعالى {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ }الأنعام
والله وحده فضل العرب على سائر الأمم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِن ْكِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ )رواه مسلم
والسؤال :هل يجوز لنا أن نعتز بأنسابنا ؟
قبل الاعتزاز بالنسب يجب أن نحمد الله الذي فضل العرب على غيرهم وذلك مطلوب منا عملا بقوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل فلقدحمد سيدنا داود وسيدنا سليمان -عليهما السلام -الله على تفضيله عز وجل لهما على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ
فنحن العرب يجوز لنا أن نعتز بأننا عربا لأن الله فضل العرب على غيرهم وإذا ذكرنا فضل العرب على غيرهم فنحن نوضح حقيقة لمن يجهلها وهناك فرق كبير بين التكبر والتعالى وبين الاعتزاز فإذا قلنا نحن خير أمة فنحن نردد قوله تعالى{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران
التفاخر بذكر الآباء وأمجادهم عادة العرب قبل الإسلام
من عادة العرب ذكر آبائهم وأمجادهم قال تعالى{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }البقرة جاء في تفسير الطبري( وأما قوله: فـاذْكُرُوا اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدُّ ذِكْرا فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي صفة ذكر القوم آبـاءكم الذين أمرهم الله أن يجعلوا ذكرهم إياه كذكرهم آبـاءهم أو أشدّ ذكرا، فقال بعضهم: كان القوم فـي جاهلـيتهم بعد فراغهم من حجهم ومناسكهم يجتـمعون فـيتفـاخرون بـمآثر آبـائهم، فأمرهم الله فـي الإسلام أن يكون ذكرهم بـالثناء والشكر والتعظيـم لربهم دون غيره، وأن يـلزموا أنفسهم من الإكثار من ذكره نظير ما كانوا ألزموا أنفسهم فـي جاهلـيتهم من ذكر آبـائهم) ولقد أبطل الإسلام التفاخر والتعالي وأحل محله الترابط والتراحم والتآخي وجعل الولاء الأول والأخير للإسلام فهو القبيلة الأم التي ينتسب إليها المسلمون .
تتمة للموضوع أنقل لكم هذه الفتوى
السؤال
ما حكم التفاخر بالأنساب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتفاخر بالأنساب محرم، وهو من خصال الجاهلية المذمومة، وقد جاء الإسلام بإبطاله والنهي، عنه قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ) [الحجرات:11]. وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت".
وروى أيضاً في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة...".
وقد ذكر البخاري مثله موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الأولين والآخرين كان يقول: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر" رواه الترمذي وابن ماجه.
ولا حرج أن يتعلم الرجل نسبه، بل يطلب منه ذلك شرعاً ليعرف أرحامه وأقرباءه ويصلهم، وقد روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر".
والله أعلم.
الفخر والتفاخر بالنسب والفرق بينهما
هنالك فرق بين كلمتي الفخر والتفاخر وبناءً على القاعدة المقررة عند أهل اللغة والتي تقول
( الزيادة في المبنى يتبعها زيادة في المعنى)
يتبين أن هناك فرق بين هاتين الكلمتين
الفخر بالنسب : هو الإعتزاز بالنسب والإنتماء للمجموعة كالعائلة والعشيرة والقبيلة..الخ . والفخر يكون شعور داخلي بالإعتزاز أي أنه لا يُظهره الإنسان أثناء تعامله مع الأخرين بالكبر والتعالي إلى غير ذلك من مظاهر سلبيه وهو شعور بالإعتزاز ناتج عن الإنتماء إلى مجموعة تتمتع بصفات محموده وطيبه يتولد عنه زيادة الثقة بالنفس التي لا تصل إلى حد الغرور ولا ننسى كلمات نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما إعتز بنسبه في معركة أُُحد عندما أوشك المسلمون على الهزيمة بسبب مخالفتهم لإمره فذكرهم وقال ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب )
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى النسب عندما أوصى المسلمين ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس )
أما بالنسبة للتفاخر فالأمر مُختلف كلياً
حيث أن الزيادة على مبنى كلمة الفخر هنا أدى إلى إختلاف كبير بالمعنى بحيث يصبح معنى التفاخر : التعصب الجاهلي للمجموعة سواء أكانت عائلة أو عشيرة أو قبيلة... وسواء أكانت على حق أم على باطل وهذا ما نهى عنه رب العالمين في مُحكم التنزيل سورة التكاثر ( ألهاكم التكاثر ) وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم في حادثة الأوسِ والخزرج بالمدينة عندما قال ( دعوها فإنها منتنه ) والمقصود هُنا التفاخر الأعمى.
أما بالنسبة لنا كمسلمين فإنه يحق لنا الفخر بديننا لأنه الدين الذي إرتضاه رب العزه للبشر أجمعين ومن حاد عنه فإنه في خسران مبين وفقط هذه هي الحاله الوحيده التي يصح فيها الفخر والتفاخر ولا يكون التفاخر فيها مذموماً ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) والله تعالى أعلى وأعلم.