لعاداتناوتقاليدنا قدسية ... فلماذا تتلاشى ؟؟
*سأضرب لك أمثالاً تحتذي بها وتجعلها نبراساً لكفي هذا المقصد، قال الله تعالىهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ فَرَاغَإِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاتَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍعلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌعَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ.
فعهدي بك إذا قرأت هذه الآية وتطلعت إلى معناهاوتدبرتها فإنك تستفاد منها أن الملائكة أتوا إبراهيم في صورة الأضياف يأكلونويشربون وبشروه بغلام عليم، وإنما امرأته عجبت من ذلك فأخبرتها الملائكة أن اللهقال ذلك. ولم يتجاوز تدبرك غير ذلك.
فاسمع الآن بعض ما في هذه الآيات من أنواعالأسرار.
وكم قد تضمنت من الثناء على إبراهيم , وكيف جمعتالضيافة وحقوقها , و إكرام إبراهيم لهم ففيه مدح إبراهيم بإكرام الضيف.
كقوله تعالى:﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ وهومتضمن أيضاً لتعظيم خليله ومدحه، إذ جعل ملائكته المكرمين أضيافاً له فعلى كلاالتقديرين فيه مدح لإبراهيم. وقوله: {فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ} متضمن بمدحآخر لإبراهيم حيث رد عليهم السلام أحسن مما حيوه به، وقوله {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِفَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} متضمنوجوها من المدح وآداب الضيافة وإكرام الضيف. منها قوله: {فَرَاغَإِلَى أَهْلِهِ} والروغان الذهاب بسرعة واختفاء وهو يتضمن المبادرة إلى إكرامالضيف.
: خدمة ضيفه بنفسه فإنه لم يرسل به وإنما جاء بهبنفسه.
و في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنرســول الله قــال: { مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أولـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمنبالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }.
٭رواهالبخاري و مسلم٭
هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبةالمفروضة.
من عادات "الليبيين" أكرام الضيفوتقديم اللبن والتمر والطيب والراحة التامة له، وفرحة المضيف لا توصف و من الأمثال"المعروفة أكرام الضيف واجب "و كلمة الترحيب (تفضل ، مرحبا، أهلا) في ألسِنتنا و قلوبنا قبلها،والبسمة في وجه المضيف ليطمئن ضيفيه ، أم ألان فنادراَ ما تجد أحد يقولها ،أو يقولهامن وراء قلبه ؟رغم القلة من أهل الجود والكرم الذين يستقبلون الضيف برحابةَ صدر،بغض النظر عن حاجة الضيف وماذا يريد ؟
حتى أن هناك بيت قصيد علي أهل الجود يقال :
* للجواد وين أيجيك نباه ** تطرب أن كان جيتأحداهم *
هل أصبحت كلمة الترحيب ألان هي لايمكنك المرورأمام بيتي هل أصبحت تفضل هي لا تدخل، أذاَ كلمة الترحيب نكرة ؛ هل أصبح هذا ميزةفي عصرنا الآن. ولكن من المعروف هذا لا يغير أهل الجود و الكرم .
الناس أصبحوا ألان يتجاهلون عاداتنا و تقاليدناالتي تجري في عروقنا .
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة :سآتي إليكمباختصار ولن أطيل عليكم الحديث :
يجب إن نهتم بكنزاَ من كنوزنا و هي أكرام الضيفراحة الضيف استرجاع أهل الجود و الكرم ، ليس للغريب فقط حتى للقريب و مهما كانالأصيل ماينسا أصله. والأصيل بـأفعاله